"الغالي سعره فيه" هذا المثل الدارج بين الناس، في الغالب يكون مبرر "التسليك للنفس" في حال تم شراء سلعة بسعر عالٍ، وأحيانا يكون قناعة منتشرة بين الناس بأن "الغالي سعره فيه" فعلا.

التسليك للنفس VS القناعة

مستشار التسويق د.محمد حطحوط تحدث في إحدى اللقاءات عن قصة الكيكة الشهيرة، وذلك أن أحد المتاجر قام بصناعة كيكتين من نفس العجينة إحداهما مربعة الشكل والأخرى دائرية، وتم تسعير الأولى بـ 10 دولارات، والثانية بـ 55 دولارا، وطلب من الناس أن يوجدوا الفرق بين الكيكتين.

اتفق الجميع على أن الأولى "خايسة" وأن الثانية أكثر جودة وألذ في الطعم!

تدري ولا ما تدري؟

يؤمن الناس فعليا بأن "الغالي سعره فيه"، ويبني الكثير من التجار خطتهم التسعيرية على هذا الأساس. ولكن "خنفاجئك شوي"، تدري ان "الغالي سعره فيه" هو مدخل جيد من مداخل الادخار؟!

كيف؟

"إذا كنت ترغب في إنفاق أقل؛ جرب أن تنفق أكثر.. اشتر الأشياء الجيدة" | كارل ريتشارد إن شراء السلعة الجيدة بسعر مرتفع أفضل من شراء السلعة الأقل جودة بسعر منخفض؛ فالجودة العالية تضمن لك استمرارية السلعة وعدم اضطرارك لشرائها مرات ومرات بخلاف السلعة الرديئة التي تجعلك تتعامل مع كل الضغوط العقلية والعاطفية واللوجستية بسبب الحاجة المستمرة إلى استبدالها، فضلا عن خسارة مالك الذي تظن أنك ادخرته.

فوائد أخرى؟

صحيح أن السلعة الجيدة تتطلب مبلغا مرتفعا، ولكنها تساعدك من جهتين: الأولى أنك توفر لجمع مبلغها وبالتالي تتعلم وضع خطة توفيرية قصيرة المدى، والثانية أنها تساعدك في الادخار إذا أخذنا الحسبة على هدف طويل الأمد. على سبيل المثال: إذا اشتريت جهازا كهربائيا معدل كفاءته يتجاوز 95% فأنت ستوفر ما يقارب من 30% من فاتورة الاستهلاك في العام، وقس على ذلك بقية السلع والمنتجات والخدمات.

أخيرًا:

الادخار خطة طويلة الأمد لذلك تستعجل النتائج. حين يتسلل إليك الشعور بالذنب أثناء شرائك لسلعة جيدة؛ تذكر ما قاله "كارل ريتشاردز" وتذكر هذه النشرة، سينعكس ذلك حتما على قراراتك في التوفير على المدى الطويل.