٢٠% من أفعالك المالية تعطيك نتائج لـــ ٨٠%

Image description

التاريخ : 2024-06-25

استشارة مالية

مدة القراءة : 3 دقائق

ينص مبدأ باريتو على أن 80 % من النتائج تنتج من 20% من أفعالك، وفي حال أسقطنا هذا المبدأ على إدارتك للمال، فيقول مورجان هاوسل في كتابه سيكولوجية المال "يمكنك أن تكون مخطأ نصف الوقت، ومع ذلك تحقق ثروة في الأعمال التجارية، كما هو الحال في الاستثمار، فهناك عدد قليل من الأحداث المسؤولة عن غالبية النتائج" ، فإذا نظرنا للصورة الكبرى نجد أن نجاح أكبر الشركات كان من منتج واحد، بينما فشلت أغلبيتها: -أنتجت ديزني أكثر من 400 رسما كاريكاتوريا، قبل أن تنجح مع واحد منهم. -أظهرت الدراسات أن ما بين عام 2004 وعام 2014 خسرت 65% من شركات رأس المال الاستثماري أموالها، بينما شهدت 5 من 10% منها زيادة في رأس مالها 50 مرة. -وبحسب شركة جي بي مورغان، في عام 1980م فقدت 40% من الشركات المدرجة في مؤشر راسل 3000، 70% على الأقل من قيمتها وبالرغم من ذلك شهد المؤشر زيادة في قيمته بأكثر من 73 مرة، كانت جميع عوائد المؤشر من 7% من الشركات المكونة له و أدائها الاستثنائي. -في عام 2018 كانت  شركتي أمازون وأبل معاً مسؤولتان عن 13% من مؤشر s&b 500 ، ويعود تحقيق أمازون 6% من عوائد مؤشر s&p 500  إلى أمازون برايم و خدمات أمازون ويب التي تعد الأحداث ضمن المنتجات، فقد جربت  الشركة المئات المنتجات من فاير فون إلى وكالات السفر، بينما كان لشركة أبل 7% من عائدات المؤشر الذي يعود معظم نجاحها إلى أي فون، الذي يصنف بأنه من أنجح المنتجات الرقمية.

ويعد السبب في عدم بديهية ما سبق أننا وفي معظم الوقت لا نرى سوى المنتج النهائي ونجاحه الهائل، بينما يغيب عن نظرنا الخسائر التي تكبدتها الشركات خلال إنتاجها لمنتجات غير ناجحة، حتى يحالفها الحظ وتنجح أحد منتجاتها.

عملية اتخاذ قراراتك المالية تختلف عن باقي قرارتك الوظيفية

في عالم الوظائف، هناك مجالات يجب أن تكون فيها مثالياً في كل مرة، مثل قيادة الطائرة، وهناك مجالات يجب أن تكون جيد فيها طوال الوقت مثل العمل كطباخ في مطعم، ولكن أما بالنسبة لعالم الاستثمار وأسواق الأسهم  فليست من هذه المجالات! يعرف نابليون العسكري بأنه “الرجل القادر على السلوك العادي عندما يصاب كل من حوله بالجنون”، وعلى نفس السياق فإن الطريقة التي تصرف بها المستثمرون في الأزمة الاقتصادية ما بين عام 2008 و 2009 أكثر أهمية بكثير مما فعلوا بين عام 2000  و 2008 م.

يحدد نجاحك كمستثمر بالكيفية التي تتفاعل فيها مع لحظات الرعب وليس بحجم السنوات التي تقضيها بالتحكم في زمام الأمور. الاستثمار والأعمال عالمان منفصلان، حيث من الممكن أن تكون مخطأ بشكل منفصل بينما تكون على صواب بشكل عام.

مثال:

غالبا ما يضرب المثل في استثمارات وارن بافيت ويستشهد بها ولكن من بين 400 أو 500 سهم امتلكها في حياته كمستثمر نجح 10 منها فقط، ويقول جورج سورس الشيء المهم هو أن لا تكون على صواب أو خطأ، ولكن معرفة مقدار الأموال التي تربحها عندما تكون على حق ومقدار الخسارة التي تتكبدها عندما تكون على خطأ.

أخيرًا:

تدور معظم النصائح المالية اليوم حول ما يجب عليك فعله الآن وما هي الأسهم التي تبدو جيدة. ولكن ما تفعله اليوم ليس بذلك الأهمية، فعلى مدار حياتك كمستثمر لن تكون القرارات التي تتخذها اليوم أو غداً  أو حتى الأسبوع المقبل مهمة بقدر ما تفعله خلال عدد صغير من الأيام، على الأرجح 1% من وقتك وخاصة في الأيام التي يتصرف بها الجميع من حولك بجنون!

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط